الأربعاء، 4 يناير 2017

نبذة عن حياة المبتهل الشيخ سعيد حافظ .. رحمه الله | حصريًا

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الإخوة الأحباب مُتابعي شبكة عباقرة التلاوة
يُسعدنا أن نقدم لكم هذا الموضوع الجديد ، حصريًا لأول مرة


نبذة عن حياة المبتهل الشيخ سعيد حافظ .. رحمه الله

وُلِدَ الشيخ سعيد حسن حافظ إدريس المعروف بإسم الشيخ سعيد حافظ بمركز ومدينة القصاصين بمحافظة الإسماعيلية، في 9 أكتوبر 1951، ويرجع أصول العائلة الأب والجد من مدينة المنشأة بمحافظة سوهاج. في عام 1956 وأثناء وقائع العدوان الثلاثي على مصر في محافظات القناة، انفجرت قنبلة عن طريق الخطأ بمدينة الإسماعيلية، أحدثت خسائر فادحة راح ضحيتها عمه وابنة عمته وتناثرت شظايا أصابت عيناه بفقد البصر، ونُقِلَ على الفور للمستشفى ولكن دون جدوى، فقد شاء الله وأراد أن يعيش طيلة حياته مكفوف البصر. اصطحبته والدته إلى كُتَّاب القرية ليحفظ القرآن الكريم، وبالفعل أَتَمَّ حِفظَ القرآن الكريم ولم يبلغ العاشرة من عمره، وكان شيخُهُ في الكُتَّاب يرى فيه النبوغ منذ الصِغَر فكان يحب أن يسمع منه بعض من الآيات التي حفظها فيُسمِعَهُ هذا الغلام الصغير فيُثني عليه ويدعوا له قائلاً: "إن شاء الله هيكون ليك شأن عظيم". كان وهو صغير يقلد الشيخ محمد رفعت في قراءته لسورة الرحمن، والشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد في قراءته لسورتي الضحى والشرح في افتتاح الحفلات الدينية بالإسماعيلية. وكان عندما يأتي موسم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف كان كِبار الأعيان يقيمون السرادقات طيلة أيام المولد، ويأتون بالمنشدين والموشحين الدينيين ليقيمون حلقات الذِكرْ، وكان أشهرهم في ذلك الوقت الشيخ حسن أبوسِنَّه، وكان الشيخ سعيد حافظ يجلس تحت أقدامه، ويستمع لهم، ويحفظ ما يقولوه في إنشادِهم وتوشيحهم، ثم عندما ينصرفوا يقوم بترديد ما حَفِظَهُ ويُقَلِدُهُم، ومن وقتها أحس به من حَولِه بحسن صوته وأدائه الرائع في التقليد وهو في سن الشباب المبكرة؛ فأشاروا على والده الحاج حسن حافظ بأن يذهب به إلى المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين بحي الزيتون بالقاهرة، وبالفعل اصطحبه والده إلى المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين وألحقه بِـ (قسم الموسيقى العربية) لكي يحفظ ويتعلم المقامات الموسيقية، وبالفعل حَصُلَ على دبلوم الموسيقى على يد الأستاذ أحمد المحلاوي. سجلت معه الإذاعية آمال فهمي حلقة من برنامجها الشهير (على الناصية) الذي كان يُذاع على إذاعة البرنامج العام، وعندما سألته عن أمنياته أجاب قائلاً: "أمنياتي أن ألتحق بمعهد الموسيقى العربية الكائِن بمنطقة الإسعاف بشارع رمسيس بالقاهرة"، واستمع إلى الحلقة الأستاذ أحمد شفيق أبوعوف ثم اتصل بالإذاعي عمر بطيشة مستفسراً عن ذلك الشيخ الذي استمع إليه، وعندها أرسل إليه وساعده على الإلتحاق بمعهد الموسيقى العربية قسم أصوات، ثم أخذ يحفظ الطقاطيق والموشحات والأدوار الصغيرة. كان الموسيقار أحمد شفيق أبوعوف قد أسس فرقة موسيقية أسمها (السَّماح) فألحق بها الشيخ سعيد حافظ، وسجل دور أسمه (أهين النفس وأتذلل إليكم) لِـ (عبدالحي حلمي) وأخذ أجر وقتها 20 جنية نظير هذا التسجيل. سجل له الأستاذ مصطفى سليمان مُعِدّ برنامج (مواهب) بالتليفزيون حلقة له، وعندما أذيعت طلبت لجنة الإختبار شريط تسجيل هذه الحلقة وأرسلت للشيخ سعيد حافظ للمثول أمامها للإختبار، وبالفعل حضر الشيخ سعيد للإختبار بتاريخ 18 سبتمبر 1973، وتم إعتماد الشيخ سعيد حسن حافظ كمطرب بالتليفزيون المصري بتاريخ 30 سبتمبر 1973 للإشتراك في البرامج ذات الطابع الديني. وفي 25 يوليو 1974 أعتمده الأستاذ مدحت عاصم مطرباً بالإذاعة المصرية، ومن وقتها كان يتمنى أن يكون مبتهلاً دينياً مثل الشيخ سيد النقشبندي والشيخ نصرالدين طوبار والشيخ إبراهيم الإسكندراني والشيخ محمد الطوخي؛ فذهب إلى الإذاعي أحمد الملاح يطلب منه أن يكون مبتهلاً دينياً كباقي المبتهلين بالإذاعة المصرية، فطلب منه التقدم بطلب إلتحاق إلى لجنة إختبار القراء والمبتهلين بالإذاعة المصرية، وتقدم بالطلب وتم الإختبار.. وفي يوم الأحد الموافق 9 نوفمبر 1979 صدر قرار إعتماد الشيخ سعيد حسن حافظ مبتهلاً دينياً بالإذاعة المصرية. كان يوم الخميس الموافق 13 نوفمبر 1979 موعداً مع المستمعين بمصافحة آذانهم بصوت الشيخ سعيد حافظ مبتهلاً ولأول مرة من خلال أولى إذاعاته الخارجية على الهواء المباشر، وكانت من مسجد العارف بالله سيدي سلامة الراضي رضي الله عنه بحي السبتية بالقاهرة إحتفالاً بإحدى المناسبات الدينية، وكان معه قارئاً القارئ الشيخ عبدالحميد الباسوسي. وفي 8 يناير 1980 كان موعده مع أولى إذاعاته الخارجية لشعائر صلاة الفجر على الهواء المباشر من رحاب مسجد مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه بالقاهرة، وكان معه قارئاً القارئ الشيخ حمدي محمود الزامل. سجل للإذاعة المصرية العديد والعديد من الأغنيات والأناشيد الدينية نذكر منها: * إنشاد: أدركنا يا الله – بالإشتراك مع الشيخ محمد عمران – تقديم: الإذاعي علي عيسى – كلمات: إبراهيم عيسى وكمال عمار وفاروق شوشة – ألحان: سيد مكاوي وعبدالمنعم البارودي وحلمي أمين. * أغنية: يــارب - كلمات: عبدالمجيد عبدالفتاح – ألحان: أحمد عبدالقادر. * أغنية: مولاي جئناك - كلمات: علي الفقي – ألحان: حلمي أمين.. للاستماع : اضغط هُنا* أغنية: ماليش غيرك - ألحان: عبدالمنعم البارودي. * أغنية: يارب يا رحمن - كلمات: محمد التهامي . * أغنية: معنى الصوم – ألحان: أحمد عبدالقادر. * أغنية: رب الوجود – ألحان: أحمد عبدالقادر. * أغنية: إلهي – ألحان: أحمد عبدالقادر. * أغنية: في حب نور طه الهادي. * أغنية: للأمة شفيع. * أغنية: عودة إلى الله. * أغنية: واسع الرحمة. * أغنية: في مولد المختار. كما سجل أيضاً العديد من فواصل الإبتهالات والتواشيح الدينية للإذاعة المصرية نذكر منها: • توشيح: يا أيها المختار من دار الأوبرا المصرية .. للاستماع : اضغط هُـنــــا• توشيح: حبيب الله شرفت الوجود من دار الأوبرا المصرية في 24-11-1985 م .. للاستماع : اضغط هُـنــــا• توشيح: في واحة التاريخ. • ابتهال: يا من يجب دعاء المضطر في الظلم. • توشيح: أعلام الهدى. • ابتهال: يا من بهديك افلح السعداء. كانت له واقعة مع الشيخ نصرالدين طوبار بسبب والدته، حكاها للشيخ طوبار عندما أراد الشيخ طوبار أن يقوم بتوصيله بعد انتهاء حفل الذكرى السنوية للقارئ الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي في 11 نوفمبر 1984 فقال له: "أنت خليت أمي تبكي في رمضان بسببك يا عمي الشيخ نصر"، فضحك الشيخ طوبار وقال له: "حقك عليا مش هخليها تبكي تاني يا شيخ سعيد"، وذهب الشيخ طوبار معه لرؤية والدته وإلقاء السلام عليها، وشربا الشاي سوياً في منزل والدة الشيخ سعيد التي فرحت لرؤية الشيخ طوبار ودَعَتْ له بدوام التوفيق وصلاح الحال. تأثر في بداية حياته الإذاعية بالشيخ سيد النقشبندي حتى اتخذ لنفسه طريقاً، وأنشأ لنفسه مدرسة فريدة في الأداء تتلمذ فيها العديد من شباب المبتهلين. اشترك مع الشيخ محمد عمران في إلقاء 30 دعاء يومي على الهواء داخل ستديو الهواء عند انضمام جميع موجات الإذاعات المصرية لإذاعة البرنامج العام في شهر رمضان لعدة أعوام. كان الشيخ ممدوح عبدالجليل سبباً في إلحاق الشيخ سعيد حافظ بدار الأوبرا المصرية، وتعرفت عليه الأستاذة رتيبة الحفني التي كانت تسمعه في الإذاعة وتمنت أن تلقاه وأن يكون له أعمال فنية تعرض بدار الأوبرا المصرية. تزوج ورُزِقَ ببنتين الكبرى عالية، والصغرى زينب. في عام 2000 بدأت رحلات الشيخ سعيد حافظ إلى الخارج ونذكر منها: المغرب 2003 بصحبة الفنان محمد ثروت، وأسبانيا 2004، ثم أغادير أواخر 2004، ثم شارك بمهرجان (قرطاج) بتونس 2005، ثم المغرب مرة أخرى 2006، معهد العالم العربي بباريس 2014، وكانت آخر سفرياته إلى مهرجان الإنشاد الديني بقسنطينة بالجزائر 2015. كان يتمنى نفس الذي كان يتمناه الشيخ ممدوح عبدالجليل، وهو أن ترعى الإذاعة المصرية التواشيح الدينية المؤداه بالبطانة، وتقدمها كما كانت تفعل من قبل في عصور الأوائل من مؤسسي فن التواشيح الدينية كالشيخ علي محمود والشيخ طه الفشني والشيخ محمد الفيومي والشيخ عبدالسميع بيومي والشيخ سيد عطية ندا والشيخ إبراهيم الإسكندراني والشيخ محمد الطوخي والشيخ نصرالدين طوبار.. وغيرهم ممن تركوا رصيداً هائلاً من تراث التواشيح الدينية، حتى لا يندثر هذا الفن عند ظهور الأجيال القادمة. كان دائم الزيارة لمقام السيدة نفيسة رضي الله عنها لحبه وعشقه لها لأنها واحدة من سلالة البيت النبوي الشريف، وكان بإستمرار يؤدي الإبتهالات والمدائح النبوية في مسجدها المبارك بالقاهرة، وكان يتمنى من الله أن يسكن بمنطقة السيدة نفيسة ليجاورها رضي الله عنها ولكي يلتمس منها البركات والفيوضات الربانية من هذا المكان المبارك الطاهر.. ولكن القدر لم يمهله. كانت آخر أمسية دينية سجلها للإذاعة المصرية سجلها مع الإذاعي أبوبكر بدوي بإذاعة القاهرة الكبرى بتاريخ 31 أغسطس 2015 في الإحتفال بالذكرى الخامسة عشر لرحيل شيخ المبتهلين الشيخ إبراهيم الإسكندراني والتي أقيمت بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها بالقاهرة، وأدى فيها توشيح (يا أيها المختار) مع البطانة التي كان فيها العديد من المبتهلين والمنشدين الشباب.. للاستماع إليها اضغط هُـنــــامَرِضَ الشيخ سعيد حافظ وأصيب بإغمائه السكر ودخل في غيبوبة نُقِلَ على إثرها إلى مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر بالقاهرة، وظل بها قرابة الشهر ونصف دون أدنى اهتمام أو رعاية من الدولة. كان من أقرب أصدقائه وأحبهم إليه الأستاذ أحمد رمضان نجل القارئ الشيخ محمود محمد رمضان، والقارئ الشيخ ياسر محمود الشرقاوي، والشيخ محمود ياسين التهامي نقيب المبتهلين والمنشدين بجمهورية مصر العربية. فارق الشيخ سعيد حافظ الحياة وفاضت روحه إلى بارئها، واختاره الله تعالى ليجاوره في ظهر يوم الاثنين 24 ربيع أول 1437هـ الموافق 4 يناير 2016، وشيعت الجنازة عقب صلاة العشاء بمسجد الهدى بمنطقة بركة الحاج، بشارع مؤسسة الزكاة، بالمرج الجديدة بالقاهرة بعد أن تمت الصلاة عليه، وقد أمَّ المُصلين في صلاة الجنازة القارئ الشيخ ياسر محمود الشرقاوي، ودُفِنَ في مقابر الشُرفا بنفس المنطقة، وقد أقيم له سرادقاً كبيراً لإستقبال العزاء بميدان السيدة نفيسة رضي الله عنها التي طالما عَشِقهَا وعَشِق هذا المكان. ترك ورائه العديد من التسجيلات بمكتبة الإذاعة المصرية وبالمحافل الخارجية والأمسيات الدينية. رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من خدمات وإسهامات لكتاب الله تعالى، وبحق مدحه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.


إعداد وتقديم / فريق عمل عباقرة التلاوة

SoftSpace

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipisicing elit, sed do eiusmod tempor incididunt ut labore et dolore magna aliqua. Ut enim ad minim veniam, quis nostrud exercitation.

0 Comments:

إرسال تعليق

 

Copyright @ 2015